منذ أيام احتفلت منظمة اليونسكو والباحثون والمكتبيون بالأخص – عبر العالم – بافتتاح المكتبة الرقمية العالمية بباريس، وحضرت الاحتفال وجوه عديدة من شخصيات علمية وثقافية وحتى سياسية. "ويتضمن موقع المكتبة الجديد مخطوطات وخرائط وكتبا نادرة، وأفلاما، وتسجيلات صوتية، ومطبوعات وصورا فوتوغرافية. والموقع متاح للجميع بالمجان، وفق الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة" 1.
ما هي المكتبة الرقمية العالمية؟
ولمن لا يعرف المكتبة الرقمية العالمية فهو مشروع علمي حضاري اقترحه أمين مكتبة الكونغرس بالولايات المتحدة جيمس بيلنغتون في خطاب ألقاه أمام لجنة الولايات المتحدةالوطنية لليونسكو في جوان 2005، وقد كانت الفكرة الأساسية هي إنشاءمجموعة من ثروات العالم الثقافية قائمة على الإنترنت ويسهل الوصول إليها 2، شارك في المشروع العديد من الدول منها دول عربية – ولله الحمد -، والبعض من مؤسسات علمية ثقافية منها شركة جوجل، مايكروسوفت، مؤسسة قطر، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا في المملكة العربية السعودية… لكن الجزائر لا توجد بين الشركاء.
بين العراق والجزائر:
لو قارنا بين العراق، وبلدنا الجزائر… فالعراق الأبي ينزف دما منذ ست سنين، وتحت الحصار منذ أكثر من خمسة عشر عاما، ومن لا يتذكر ذلك اليوم الأليم والمحزن. يوم سقوط بغداد، وصور عمليات النهب والسرقة التي طالت حضارة عمرها آلاف السنين وتحت حراسة أمنية مشددة لوزارة ومنشآت النفط والبترول. فرغم ذلك شارك العراق في المشروع.
أما جزائرنا فعلى الأقل قد استعادت عافيتها منذ عشر سنين، وعادت إلى المحافل الدولية، ولديها تاريخ وحضارة ضاربة في أعماق التاريخ لم نر أي أثر لها في هذا المشروع. لا أقول يجب أن ندق ناقوس الخطر، فناقوس الخطر يدق منذ مدة وقد تعب!! بل أقول يجب أن نقترب ونفحص قلوب المسؤولين – على الثقافة وعلى التعليم – أ هو يدق أم لا؟!
فعندما ترى العربية موؤودة في دارها، ومسجونة أيام التظاهرات الثقافية.. وعندما يصبح الموروث الثقافي والحضاري أضحوكة، نستنتج أن القلب غير موجود أصلا!!
لماذا لم تشارك الجزائر؟!
هذا السؤال شغل بالي عدة أيام لدرجة أني اعتبرته مضيعة للوقت إلى أن توصلت إلى احتمالات ثلاث:
أ كنا لا نعلم به؟ أم تناسيناه وخبأنا رؤوسنا تحت التراب؟ أم استهزأنا بالكوادر والقدرات البشرية لدينا؟ أم أننا لم نتلق أية دعوة للمشاركة؟!!. فإن كانت الاقتراحات الثلاثة الأولى صحيحة فإن المسؤولين لدينا ارتكبوا جرائم لن تغتفر ولن يمحوها الزمان، وتضاف إلى قائمة جرائمهم، أما إن كان الاقتراح الأخير صحيحا فنستطيع أ نقول أن صورة الجزائر في أعين مسؤولي اليونسكو لا تؤهلها للمشاركة في المشروع..
شركاء المكتبة الرقمية العالمية:
ولتوضيح أكثر أقدم لك أيها القارى شركاء المشروع، فهو يتمثل أساسا في المكتبات، مراكز الأرشيف والمؤسسات التي تملك رصيدا هاما من المحتوى الثقافي، ويمكن أن تشمل أيضا مؤسسات وشركات القطاع الخاص التي تساهم – على سبيل المثال – ماديا أو تقنيا أو حتى استضافة ورعاية الاجتماعات التي تعقدها مجموعات العمل3:
مكتبة الإسكندرية
مكتبة جامعة براون
مركز دراسات التاريخ المكسيكي
المكتبة المركزية، مؤسسة قطر
مكتبة كولومبوس التذكارية، منظمة الدول الأمريكية
منظمة الاتحاد الدولي للجمعيات والمؤسسات المكتبية (إفلا)
دار الكتب والوثائق العراقية
مكتبة جون كارتر براون
جامعة المللك عبدالله للعلوم والتقنية
مكتبة الكونغرس
مكتبة ماما حيدرة التذكارية
الإدارة الأمريكية للوثائق والسجلات الوطنية
مكتبة الدايت الوطنية
المكتبة الوطنية و المحفوظات المصرية
المؤسسة الوطنية للأنثروبولوجيا والتاريخ (إ.ن.ا.هـ)
مكتبة البرازيل الوطنية
مكتبة الصين الوطنية
مكتبة فرنسا الوطنية
مكتبة روسيا الوطنية
مكتبة صربيا الوطنية
مكتبة السويد الوطنية
مكتبة أوغندا الوطنية
المعهد الملكي لدراسات جنوب شرق آسيا والكاريبي ك.إ.ت.ل.ف.
مكتبة دولة روسيا
مكتبة سانت مارك القبطية
جمعية تطاون أسمير
منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)
المكتبة الجامعية في براتيسلافا
مكتبة جامعة بريتوريا
مكتبة ويلكوم
مكتبة جتمعة ييل
مكتبة يلتسن الرئاسية
كيف أساهم في المكتبة الرقمية العالمية إذن؟..
على المكتبات ودور الوثائق والمتاحف والمؤسسات الأخرى الراغبة في الانضمام إلى الشركاء الاتصال بفريق المكتبة الرقمية العالمية. وستعمل المكتبة الرقمية العالمية مع الشركاء المرتقبين على تحديدالمجموعات المهمة لاحتمال تضمينها وعلى دراسة المشروعات والقدرات القائمةوعلى إعداد خطط للاشتراك. 4
وأفضل سبيل للاضطلاع بدور هو تحديد مجموعات مهمة تمثل دولة أو ثقافة مابشكل خاص والعمل مع فريق المكتبة الرقمية العالمية لضمها إلى المشروع. إن نقطة الانطلاق هي المحتوى. وسيسعدنا أن نوفر معلومات حول الفرص المتاحةللمتطوعين وأن نناقش اقتراحات للمشروع مع من يتصل بنا من الأفراد. 5
ABDULLAH MOHAMMED AL FAHDI